----- Original Message -----
From: Rania
Sent: Wednesday, March 13, 2002 7:13 AM
Subject:  مختصر قصة الهجرة ( 1 )


تَآمُرُ قُرَيْشٍ بِدَارِ النّدْوَةِ عَلَى قَتْلِ رَسُولِ اللّهِ

لَمّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ تَجَهّزُوا وَخَرَجُوا بِأَهْلِيهِمْ إلَى الْمَدِينَةِ : عَرَفُوا أَنّ الدّارَ دَارُ مَنَعَةٍ وَأَنّ الْقَوْمَ أَهْلُ حَلْقَةٍ وَبَأْسٍ فَخَافُوا خُرُوجَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ، فَيَشْتَدّ أَمْرُهُ عَلَيْهِمْ . فَاجْتَمَعُوا فِي دَارِ النّدْوَةِ . وَحَضَرَهُمْ إبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ نَجْدِيٍّ ( مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ).

فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَشَارَ كُلّ مِنْهُمْ بِرَأْيٍ وَالشّيْخُ يَرُدّهُ وَلا يَرْضَاهُ إلَى أَنْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ( عمرو بن هشام ) قَدْ فُرِقَ لِي فِيهِ بِرَأْيٍ مَا أَرَاكُمْ وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ أَرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْ كُلّ قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ غُلامًا جَلْدًا . ثُمّ نُعْطِيهِ سَيْفًا صَارِمًا ، ثُمّ يَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَتَفَرّقُ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ . فَلا تَدْرِي بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ ( قوم الرسول بَعْدَ ذَلِكَ مَا تَصْنَعُ ولا يُمْكِنُهَا مُعَادَاةُ الْقَبَائِلِ كُلّهَا ، وَنَسُوقُ دِيَتَهُ ( أي ندفع دية قتله) .

فَقَالَ الشّيْخُ : لِلّهِ دَرّ هَذَا الْفَتَى . هَذَا وَاَللّهِ الرّأْيُ . فَتَفَرّقُوا عَلَى ذَلِكَ .

الاسْتِعْدادُ ِللْرَحِيلِ

فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِذَلِكَ . وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَنَامَ فِي مَضْجَعِهِ تِلْكَ اللّيْلَةَ .

وَجَاءَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى أَبِي بَكْرٍ نِصْفَ النّهَارِ - فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِ فِيهَا - مُتَقَنّعًا ( أي متخفياً ) ، فَقَالَ " أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَك " فَقَالَ إنّمَا هُمْ أَهْلُك يَا رَسُولَ اللّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " إنّ اللّهَ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّحْبَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ" . قَالَ " نَعَمْ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي - إحْدَى رَاحِلَتَيّ هَاتَيْنِ فَقَالَ " بِالثّمَنِ" 

وَأَمَرَ عَلِيّا ( علي بن أبي طالب ) أَنْ يَبِيتَ تِلْكَ اللّيْلَةَ عَلَى فِرَاشِهِ .

وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ النّفَرُ يَتَطَلّعُونَ مَنْ صَيّرَ الْبَابَ وَيَرْصُدُونَهُ يُرِيدُونَ بَيَاتَهُ ( مفاجأته في جوف الليل ) وَيَأْتَمِرُونَ أَيّهُمْ يَكُونُ أَشْقَاهَا ؟ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهِمْ . فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ الْبَطْحَاءِ فَذَرّهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ وَهُوَ يَتْلُو ( يس : 9 ) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَأَنْزَلَ اللّهُ ( الأنفال : 30 ) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

في طريق الهجرة

وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ . فَخَرَجَا مِنْ خَوْخَةٍ ( فتحة في الجدار ) فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ لَيلاً . فَجَاءَ رَجُلٌ فَرَأَى الْقَوْمَ بِبَابِهِ فَقَالَ مَا تَنْتَظِرُونَ ؟ قَالُوا : مُحَمّدًا . قَالَ خِبْتُمْ وَخَسِرْتُمْ قَدْ وَاَللّهِ مَرّ بِكُمْ وَذرّ عَلَى رُءُوسِكُمْ التّرَابَ . قَالُوا : وَاَللّهِ مَا أَبْصَرْنَاهُ وَقَامُوا يَنْفُضُونَ التّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ .

فَلَمّا أَصْبَحُوا : قَامَ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ الْفِرَاشِ فَسَأَلُوهُ عَنْ مُحَمّدٍ ؟ فَقَالَ لا عِلْمَ لِي بِهِ . وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبُو بَكْرٍ إلَى غَارِ ثَوْرٍ ، فَنَسَجَتْ الْعَنْكَبُوتُ عَلَى بَابِهِ .

وَكَانَا قَدْ اسْتَأْجَرَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ اللّيْثِيّ وَكَانَ هَادِيًا ( دليلا يقود الناس في الطرق ) مَاهِرًا - وَكَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ - وَأَمّنَاهُ عَلَى ذَلِكَ وَسَلّمَا إلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا ، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاثٍ ( ثلاث ليالٍ ).

وَجَدّتْ قُرَيْشٌ فِي طَلَبِهِمَا ، وَأَخَذُوا مَعَهُمْ الْقَافَةَ ( متتبعوا الأثر ) حَتّى انْتَهَوْا إلَى بَابِ الْغَارِ . فَوَقَفُوا عَلَيْهِ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ " يَا رَسُولَ اللّهِ لَوْ أَنّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلَى مَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا . فَقَالَ " مَا ظَنّك بِاثْنَيْنِ اللّهُ ثَالِثُهُمَا ؟ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنَا" 

وَكَانَا( أي الرسول و أبو بكر )  يَسْمَعَانِ كلامَهُمْ إلا أَنّ اللّهَ عَمََّى عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمَا .

وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى غَنَمًا لأَبِي بَكْرٍ وَيَتَسَمّعُ مَا يُقَالُ عَنْهُمَا بِمَكّةَ . ثُمّ يَأْتِيهِمَا بِالْخَبَرِ لَيْلاً . فَإِذَا كَانَ السّحَرُ سَرَحَ مَعَ النّاسِ .

قَالَتْ عَائِشَةُ ( أم المؤمنين -  بنت أبي بكر الصديق ) فَجَهّزْنَاهُمَا أَحَثّ ( أسرع ) الْجَهَازِ . وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً ( طعام للمسافر )فِي جِرَابٍ . فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ  قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا ، فَأَوْكَتْ ( ربطت ) بِهِ فَمَ الْجِرَابِ وَقَطَعَتْ الأُخْرَى عِصَامًا( رباطاً ) لِلْقِرْبَةِ . فَبِذَلِكَ لُقّبَتْ " ذَاتَ النّطَاقَيْنِ " .

وَمَكَثَا فِي الْغَارِ ثَلاثًا . حَتّى خَمَدَتْ نَارُ الطّلَبِ . فَجَاءَهُمَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ اللّيْثِيّ بِالرّاحِلَتَيْنِ فَارْتَحَلا ، . وَأَرْدَفَ أَبُو بَكْرٍ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ ( أركبه خلفه ).