----- Original Message -----
From: Rania
Sent: Thursday, March 14, 2002 12:10 AM
Subject: مختصر قصة الهجرة ( 2 )

قِصّةُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ

فَلَمّا آيَسَ (يئس) الْمُشْرِكُونَ مِنْهُمَا جَعَلُوا مكافأة لِمَنْ يَأْتِي بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا . فَجَدّ النّاسُ فِي الطّلَبِ . . . وَاَللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ .

فَلَمّا مَرّوا ( الرسول و أبو بكر و دليلهما ) بِحَيّ مِنْ مُدْلِجٍ (اسم مكان)  بَصُرَ بِهِمْ رَجُلٌ فأخبر بهم القوم من قريش ، فَقَالَ لَقَدْ رَأَيْت آنِفًا بِالسّاحِلِ أَسْوِدَةً ( ظلا ً) مَا أَرَاهَا إلا مُحَمّدًا وَأَصْحَابَهُ .

فَفَطِنَ بِالأَمْرِ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ ، فَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ الظّفَرُ لَهُ ، فَقَالَ بَلْ هُمَا فُلانٌ وَفُلانُ خَرَجَا فِي طَلَبِ حَاجَةٍ لَهُمَا (تضليلاً للقوم). ثُمّ مَكَثَ قَلِيلاً . ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ خِبَاءَهُ (بيته) وَقَالَ لِجَارِيَتِهِ اُخْرُجِي بِالْفَرَسِ مِنْ وَرَاءِ الْخِبَاءِ وَمَوْعِدُك وَرَاءَ الأكَمَةِ (التل) . ثُمّ أَخَذَ رُمْحَهُ وَخَفّضَه يَخُطّ بِهِ الأَرْضَ حَتّى رَكِبَ فَرَسَهُ . فَلَمّا قَرُبَ مِنْهُمْ وَسَمِعَ قِرَاءَةَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الالْتِفَاتَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لا يَلْتَفِتُ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ . فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَسَاخَتْ يَدَا فَرَسِهِ فِي الأَرْضِ .

فَقَالَ سراقة:  قَدْ عَلِمْت أَنّ الّذِي أَصَابَنِي بِدُعَائِكُمَا ، فَادْعُوا اللّهَ لِي ، وَلَكُمَا أَنْ أَرُدّ النّاسَ عَنْكُمَا . فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَخَلَصَتْ يَدَا فَرَسِهِ . فَانْطَلَقَ . وَسَأَلَ سراقةُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ كِتَابًا (عهداً) ، فَكَتَبَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ فِي أَدِيمٍ ( جلد )  .[ وَظل الْكِتَابُ مَعَهُ إلَى يَوْمِ فَتْحِ مَكّةَ  فَجَاءَ بِهِ فَوَفَى لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ] . فَلما رَجَعَ َوَجَدَ النّاسَ لا يزالون يبحثون فأخذ يَقُولُ : قَدْ اسْتَبْرَأْت لَكُمْ الْخَبَرَ ، وَقَدْ كَفَيْتُمْ مَا هَهُنَا . فَكَانَ أَوّلُ النّهَارِ جَاهِدًا عَلَيْهِمَا ، وَكَانَ آخِرُهُ حَارِسًا لَهُمَا .


قِصّةُ أُمّ مَعْبَدٍ

ثُمّ مَرّوا بِخَيْمَةِ أُمّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيّةِ ، وَكَانَتْ تَحْتَبِي ( تكرم المارة بالعطاء )  بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ ثُمّ تُطْعِمُ وَتَسْقِي مَنْ مَرّ بِهَا ، يَسْأَلاهَا : هَلْ عِنْدَهَا شَيْءٌ يَشْتَرُونَهُ ؟ فَقَالَتْ : وَاَللّهِ لَوْ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمْ الْقِرَى ( ما يقدم للضيف) . فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ فَقَالَ " مَا هَذِهِ الشّاةُ ؟ " قَالَتْ خَلّفَهَا الْجَهْدُ عَنْ الْغَنَمِ . فَقَالَ " هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ ؟ " قَالَتْ هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ " أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا ؟ " قَالَتْ نَعَمْ - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي - إنْ رَأَيْت بِهَا حَلِيبًا فَاحْلُبْهَا .

فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا ، وَسَمّى اللّهَ وَدَعَا ، فَتَفَاجّتْ عَلَيْهِ وَدَرّتْ . فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا فَحَلَبَ فِيهِ حَتّى عَلَتْهُ الرّغْوَةُ فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتّى رَوِيَتْ وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتّى رَوَوْا . ثُمّ شَرِبَ هُوَ . وَحَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا فَمَلأ الإِنَاءَ . ثُمّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا وَارْتَحَلُوا .

فَقَلّ مَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا هُزَالاً . فَلَمّا رَأَى اللّبَنَ قَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا ؟  وَلا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ .

قَالَتْ لا وَاَللّهِ إلا أَنّهُ مَرّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ وَمِنْ حَدِيثِهِ كَيْت وَكَيْت ، قَالَ وَاَللّهِ إنّي لأرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الّذِي تَطْلُبُهُ . صِفِيهِ لِي يَا أُمّ مَعْبَدٍ .

فلما وصفته قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ هَذَا  وَاَللّهِ صَاحِبُ  قُرَيْشٍ الّذِي تَطْلُبُهُ . وَلَقَدْ هَمَمْت أَنْ أَصْحَبَهُ وَلأفْعَلَن ، إنْ وَجَدْت إلَى ذَلِكَ سَبِيلاً .