----- Original Message -----
From: Rania
Sent: Wednesday, May 29, 2002 2:36 PM
Subject: مولد الهدى : دروس من السيرة ( 4 ـ 2 )

 
تعدد زوجات الرسول
( 2 )
من كتاب " رداً على الملاحدة  و العلمانيين "
للشيخ الشعراوي ( باختصار و تصرف )
( ملحوظة : الشيخ رحمه الله كان معروفاً بأسلوبه السلس المسترسل ، لذلك نجد الكلام هنا أشبه ما يكون بتفريغ لمحاضرة شفوية )
 
يقول الإمام رحمه الله :
 
إذا أردنا أن نناقش هذه القضية مناقشة موضوعية ، نقول :
 
الرسول إنما جاء و الناس يعددون . إذن فإنه حين عدد لم يكن بدعاً فيما يعدد ، و إن كان سبقه رسول لم يتزوج فقد سبقه رسل كثيرون تزوجوا أعداداً متعددة . . فلماذا تجعلون الواحد هو المرجَّح و لا تجعلون الكثرة هي المرجَّحة ؟!
الواحد الذي لم يتزوج إنما جاء لحكمة .. و السابقون قبله عددوا لحكمة .
 
فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يشرع التعدد ، إنما كان التعدد نظاماً قائماً له و لكل الناس .
 
فإن الرسول قال إن الله أمره بأن يقول لمن تزوج أكثر من أربعة أن يمسك أربعة و يسرح الباقي ، هذا كلام واضح لأتباع الرسول . .
 
و لكن الإباحة لتابعي الرسول لمعدود أم لعدد ؟
 
الإباحة لأتباع الرسول كانت لعدد أربعة ، فإن ماتت واحدة يأتي بواحدة مكانها ، طلق واحدة يأتي بغيرها ، لأنه يباح له
العدد .. إذن فتابع الرسول له العدد . أما الرسول صلى الله عليه و سلم ليس له العدد ، و إنما له المعدود .
 
و الفرق بين العدد و المعدود أن المعدود إنما أبيح للرسول بذاته ، بحيث لو ماتت واحدة لا يأتي بواحدة مكانها ، و إن مات الجميع فليس له أن يتزوج أبداً .
 
مادام قد أبيح له المعدود : (( لا يحل لك النساء من بعد و لا أن تبدَّل بهن من أزواج )) ، ذلك حكم ليس لتابع من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم ، إذن فرسول الله محصور بهؤلاء .
 
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج و اجتمع عنده تسع زوجات حين شرع الله تحديد الزوجات بأربع ، و قد كان لكل منهن سبب و حكمة من الزواج بها ، فمن ذلك إباحة الزواج بالكتابية ، أو تثبيت حكم معين ( كتحريم التبني ) ، وغيرها .
 
عند نزول حكم تحديد الزوجات بأربع كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إما أن يحتفظ بأربع و يسرح الخمسة ، وحينئذ لا يجوز لأي منهن الزواج بعد ذلك لأنهن أمهات للمؤمنين فلا يحل لواحد أن يتزوج بواحدة منهن : (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم )) . إذن لو احتفظ الرسول بأربعة و سرح الخمسة لم يتزوجن لأنهن محرمات على جميع المسلمين ؛ لأنهن أمهات لهم .
 
فقد أوجب على أمته أن الذي عنده أكثر من أربعة يمسك بأربعة و يفرق الباقي لأنهن يمكن أن يصبحن زوجات لأزواج أخر ، و لكن ذلك بالنسبة لزوجات الرسول فإنهن يصبحن محرمات . .  إذن لابد ان يكن مستمرات زوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم .
 
- لأن الرسول صلى الله عليه و سلم و سنه 25 سنة تزوج امرأة في سن الأربعين من الكهولة قبل أن يبعث بفارق 15 سنة . رغم أن المعروف أن الرجل عادةً يتزوج بمن كانت دونه في السن .
 
- و ظل مع خديجة حتى ماتت ، و نعرف أنه عندما ماتت خديجة مر الرسول صلى الله عليه و سلم بعام اسمه "عام الحزن" .
 
- مات عمه و ماتت خديجة ، فكان لابد أن يتزوج بمن تقوم بخدمته ، فتزوج "سودة بنت زمعة" .. امرأة تقوم بواجبات الزوجية .
 
- و لكنها بعد أن يتزوج الرسول بها يعقد على عائشة و هي صغيرة لا تشتهى , فالاحتمال الجنسي أو العاطفي ممنوع هنا .
 
ثم نجد من زوجاته من تتبرع لضرتها بليلتها ـ مع حرص المرأة على أن تحتفظ بالزوج ـ  ، فكأنها فهمت من نفسها أنها لا مصلحة لها و لا لرسول الله إلا أن تكون أمَّاً للمسلمين ، و هذا يعد وساماً من الأوسمة .
 
. . . و هكذا نجد لكل زيجة من زيجات رسول الله صلى الله عليه و سلم قضية إيمانية يريد أن يثبتها الرسول في قلوب المؤمنين
 

 
إذن ، فزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم يجب أن يلحظ فيه أن الرسول لم يوسع في ذلك ، و لكن بتعبيرنا ضيق عليه في ذلك ؛ لأن الذي له أربعة من أتباع الرسول من الممكن أن يبدلهن إن ماتت واحدة أو طلقها ، و لكن الرسول لا يستطيع أن يتزوج غير التسعة ، و لو متن جميعاً لا يستطيع أن يتزوج ولا واحدة
 
 
ذلك ما يمكن أن نرد به على من يقول ذلك في رسول الله صلى الله عليه و سلم 
و لكن لابد أن نفسح المجال لمثل هذه الأشياء حتى نوضح للمسلمين ما قد يجدون في نفوسهم من هذه المسألة شيئاً يكون أعداء الإسلام قالوه فقد خدموا الإسلام أكثر مما يعتقدون أنهم هدموا الإسلام أو شوهوا بها نبي الإسلام . . .
 

 
Download "WHY THE PROPHET MUHAMMAD (PBUH) MARRIED MORE THAN ONE" (zip file)
Download "The Young Marriage of 'Aishah" (zip file)