----- Original Message -----
From: Rania
Sent: Wednesday, May 15, 2002 1:41 PM
Subject: مولد الهدى : مختصر السيرة ( 2 )

 
عبد الله والد رسول الله

وأما عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذبيح الثاني.

وسبب ذلك أن عبد المطلب أُمِرَ في المنام بحفر زمزم ، و وُصِفَ له موضعها . وكانت قبيلة "جرهم" قد دفنت الحجر الأسود ، والمقام ، و بئر زمزم فبقيت زمزم مدفونة إلى عصر عبد المطلب . فرأى في المنام موضعها ، فقام يحفر فوجد فيها سيوفا مدفونة ، وحُليَّا ، وغزالا من ذهب مشنفا بالدر . فعلقه عبد المطلب على الكعبة .

ولم يكن لعبد المطلب من الأولاد إلا ولده الحارث . فنازعته قريش فيما وجد ، وقالوا له : أشْرِكنا ، فقال : ما أنا بفاعل ، هذا أمر خصصت به ، فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه .

فنذر حينئذ عبد المطلب : لئن آتاه الله عشرة أولاد وبلغوا أن يمنعوه ( أي يحموه ) لينحرنَّ أحدهم عند الكعبة . فلما تم له عشرة أولادٍ ، وعرف أنهم يمنعونه أخبرهم بنذره ، فأطاعوه . وكتب كل منهم اسمه في قدح . وأعطوا القداح قيَّم هبل ( صنم من أصنام قريش )  فخرج القدح على عبد الله ( والد رسول الله ) ، و من هنا كان يسمى بالذبيح .

وأخذ عبد المطلب المدية ( السكين )  ليذبحه . فقامت إليه قريش فمنعوه . فقال: كيف أصنع بنذري ؟ فأشاروا عليه أن ينحر مكانه عشرا من الإبل . فأقرع عبد المطلب بين عبد الله وبين الإبل ، فوقعت القرعة عليه ، فاغتم عبد المطلب ، ثم لم يزل يزيد الإبل عشرا عشرا ، ولا تقع القرعة إلا على عبد الله ، إلى أن بلغ مائة من الإبل ، فوقعت القرعة على الإبل ، فنُحِرَت عنه .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل عليه السلام وأباه عبد الله .

ثم ترك عبد المطلب الإبل ، لا يَرُدُّ عنها إنسانا ولا سبعا . فجرت الدية في قريش والعرب مائة من الإبل ، و أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام .

 

وفاة عبد الله والد رسول الله

و قد تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ، و يقال أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدِّث أنها اُتِيَت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ، ثم سمِّيه محمدا . ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام .

ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب ، أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به . و قد اختلف في وفاة أبيه ، هل توفي بعد ولادته أو قبلها ؟ الأكثر على أنه توفي وهو حمل .
 
و قد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل .