----- Original Message -----
Sent: Tuesday, March 19, 2002 6:03
AM
Subject: من دروس الهجرة ( 2 )
: مكانة المسجد
مكانة المسجد
في الإسلام
إن أول عملٍ قام به
بعد الهجرة هو بناء المسجد ، قباء
ثم المسجد النبوي الشريف ، و لعل في ذلك إشارة واضحة لأهمية وجود المسجد في المجتمع
الإسلامي الناشئ ... من هنا تأتي مكانة المسجد في الإسلام .
إن حضارة الإسلام التي أقامها
لا تقوم إلا على المسجد ، و لا
تصلح إلا بالمسجد ، ولا يكون لها نور إلا بالمسجد ـ فقد انطلقت معالم الإسلام من
المسجد الذي كان أول شئ فعله
بعد الهجرة .
يقول أحد المستشرقين ( يدعى زهير ) : "
ما زال المسلمون في قوة مادام معهم القرآن و المسجد "
.
الدور الأول و الأساسي للمسجد هو كونه
داراً للعبادة ، لأداء الصلوات الخمس و الجمع ، و من عطل هذا الدور و تلك الفرائض
فإثمه و الله عظيم .. و إلا فلماذا جعلت المساجد إذن . غير أن ذلك ليس الدور الوحيد
للمسجد ، و إنما أدواره شاملة لمجالات أخرى عديدة في حياة المسلمين
.
المسجد جامعة
علمية :
بُعِث
معلماً .
يروى أنه صلى الله عليه و سلم قد دخل المسجد مرة فوجد فيه حلقتين : حلقة يذكرون
الله و يتضرعون إليه و يدعونه ، و حلقة يطلبون العلم و يسألون العلماء ، فقال
: هؤلاء العبَّاد يسألون الله إن
شاء أعطاهم و إن شاء منعهم ، و هؤلاء يطلبون العلم و إنما بُعِثتُ معلماً ، و جلس
معهم عليه الصلاة و السلام .
فدعوته تنبني على العلم و
الإيمان . يقول تعالى : إنما يخشى
اللهَ من عباده العلماءُ .
و الإسلام دين لا يناقض العلم ، و ليس
من مبادئه الأفكار التي سادت أوروبا في عصورها الوسطى التي كان رجال العلم فيها
يعانون اضطهاد الكنيسة لهم ، حتى أنه كان يقتل أحدهم إذا أتى بمبدأ أو نظرية علمية
.
الدور السياسي
للمسجد :
كان المسجد على عهده مركزاً للرئاسة و إدارة شؤؤن
الدولة ، و كان يستقبل الوفود من الأقطار و من الملوك في المسجد ، إذ أنه المكان
المناسب للحوار و النقاش . فليس من مبادئ الإسلام " العلمانية " و فصل الدين عن
الدولة ، تلك الدعوة التي انتشرت في الغرب و استوردها إلى المشرق مصطفى كمال
أتاتورك عليه غضب الله ، و تبعه من قالوا دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله ، و قصروا
دور المسجد على العبادة و الصلاة ، فلا يحق لأحد تناول أمور الدولة و السياسة فيها
، و إلا كان مصيره التنكيل و الهوان ... و الاعتقال .
المسجد منبر
للخطابة و إحياء الكلمة المؤثرة :
من أفصح من تكلم بالضاد ؟ محمد
، من معجزاته الفصاحة و
البلاغة . يقول أحد المستشرقين : " ليس العجب من محمد أن يُبعث
نبياً ، فقد بعث الله أنبياء قبله ، و لكن العجب أن يبقى أربعين سنةً لا يتعلم ، ثم
يخرج إلى الناس و هو أخطب خطيب و أفتى مفتي ."
جعل صلى الله عليه و سلم من السجد
منبراً لنشر الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و قد كانت بلاغته و فصاحته هما
السبيل لذلك .
المسجد مقر
للقادة العسكريين و لشباب الإسلام الفاتحين :
كان
يعقد الرايات
والألوية من على منبر المسجد ، و يعلن الحرب من على المنبر ، و قد لبس الخوزة
معلناً الحرب على أبي سفيان من على المنبر يوم الجمعة .
فضل المسجد
:
قال : " ألا
أنبؤكم بما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، و كثرة الخطى إلى المساجد ، و انتظار الصلاة بعد
الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ."
يقول الحسن البصري : " أيها المؤمن ،
لن تعدم من المسجد إحدى خمس فوائد : أولها مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة ،
و ثانيها اكتساب رجل صالح تحبه في الله ، و ثالثها أن تعرف جيرانك ( الذين تقابلهم
في المسجد ) فتتفقد مريضهم و فقيرهم ، و رابعها أن يكف سمعك و بصرك عن الحرام ، و
خامسها أن تسمع آية تهديك ."
حقوق المسجد على
المسلم :
1- تنظيفه و تطييبه .
2- ألا يدخله إلا طاهراً
.
3- عدم رفع الصوت و إزعاج المصلين و
التشويش على القراء و المتهجدين .
4- تحريم البيع و الشراء في المسجد ،
فقد جعل للتسبيح و ذكر الله و في ذلك خدش لقداسته الشرعية . يقول صلى الله عليه و
سلم :" من سمعتموه يبيع و يشتري في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك "
.
5- تحريم نشدان الضالة فيه : روى مسلم
في صحيحه أنه صلى الله عليه و سلم قال :" من سمعتموه ينشد ضالة في
المسجد فقولوا : لا ردها الله عليك ، فإن المسجد لم تجعل لهذا ."
6- عدم إقامة الحدود في المسجد : فلا
يجلد شارب الخمر و لا الزاني في المسجد ، و لا يرجم في المسجد .
7- عدم المبالغة بالزخرفة في بنائها ،
و إنما عمارتها إحياؤها بالصلاة و الذكر و الخشوع .
8- سنة تحية المسجد عند الدخول :
ركعتان ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم :" إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي
ركعتين ."
أيها المسجد يا مأوى
الحنين
فيك يا مسجد فجر المؤمنيـــن
فيك أطياب الهدى قد
سبَّحت
و سرى في قلبك الحب الدفين
و بلال الشوق نادى
سَحَـراً
أدخلوها بســــــــلامٍ آمـــــنين