اليوم ميلاد الحبيب
وُلِدَ الهدى
فالكائنات ضياءُ و فمُ الزمانِ
تبسُّمٌ و ثناءُ
هنالك عبر مسيرة
البشرية المديدة على ظهر هذا الكوكب الأرضي ... توجد لحظات حاسمة يتوقف عندها
التاريخ طويلاً لكي يسجل بصماتها الحضارية الحية على جبين الحياة ، لأنها تعد مفترق
طرق في حياة الأمم عبر العصور
و من هذا المنطلق
التاريخي فإننا نعتقد جازمين ، بعد المعايشة الحية للتاريخ الإنساني عبر حِقَبِه
الطويلة و حضاراته المتباينة ، بأن ميلاد سيدنا محمد بن عبد الله
كان و لايزال و سوف يظل هو أكبر
تحول حضاري عرفه التاريخ البشري
و لسنا بمعرض
الاحتفال المنكر الذي هو من الأمور المبتدعة في الدين ، و إنما إحياءً لمحبة رسول
الله في قلوب المسلمين ، و دعوةً إلى الالتفاف حول سنته ، و تعلم سيرته ، و إدراك
عظمته
صلى الله عليه و
سلم
شهادة بعض المنصفين من المستشرقين لرسول
الله
ما عرف التاريخ
إنساناً كَمُلَ في كل الجوانب إلى أعلى درجات الكمال غير سيدنا محمد ، بشهادة
العدو و الصديق ، و المؤمن و الكافر
و لقد حظي نبينا
محمد بإنصاف الكثير من المستشرقين
، و من هؤلاء :
" بوزورت
أسمت "
يقول : ( إن محمداً بلا منازع أعظم المصلحين على الإطلاق
)
" هنري "
الفرنسي
يقول في معرض الاستدلال على صدق رسالة محمد
: ( لسنا نحتاج في
إثبات صدقه إلى أكثر مما يلي :
- كان أمياً لا
يقرأ و لا يكتب ، و لا يعارض أحد في ذلك
- أنه لم يسترشد
في دينه بمرشد يتقدمه
- أنه كان ينفر
من عبادة الأوثان و تعدد الآلهة ، و كان يعرف بوجدانه الواحد الأحد لمَّا اعتكف
وحده بغار حراء
- و مع كونه
أمياً ، معه قرآن يعجز فكر البشر عن الإتيان بمثله لفظاً و معنى
- و أنه لمَّا
تلى جعفر بن أبي طالب ما جاء في القرآن عن زكريا و يحيى على النجاشي بالحبشة فاضت
عيناه بالدموع ، و طلب منه أن يقرأ ما جاء في القرآن عن المسيح ، ففعل ، فاستغرب
الملك ـ و كان نصرانياً ـ لمَّا علم أن المسيح عبد الله و رسوله ، فآمن
بمحمد و ما جاء به
- و أن محمداً
نزل عليه القرآن دليلاً على صدق رسالته ، و هذا الكتاب سر من الأسرار لا يدركه إلا
من صدَّق بأنه من عند الله
- أنه كان لا
يميل إلى الزخارف و الاستكبار و البخل ، فقد كان يحلب شاته بنفسه ، و يجلس على
التراب ، و يرقع ثوبه بيده ، و كان زاهداً في الدنيا
" برنارد
شو "
يقول برنارد شو عن الإسلام : ( إن الإسلام دين يستحق الاحترام
و الإجلال ؛ لأنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات ، و هو خالد خلود الأبد ، و إني
أرى كثيراً من بني قومي من العلماء قد دخلوا هذا الدين على بيِّنة من أمرهم ، و
مستقبلاً سيجد هذا الدين مجاله الفسيح في كل أنحاء أوروبا . و
قد درست سيرة محمد فوجدته بعيداً عن مخاصمة المسيح ، و يمكن بحق أن نعتبر محمداً
منقذاً للإنسانية ، و أعتقد أن رجلاً مثله لو حكم العالم بأسره لجلب للعالم السلام
و السعادة . و قد برهن الإسلام من ساعته الأولى على أنه دين الأجناس جميعاً
، إذ ضم سلمان الفارسي و بلال الحبشي و صهيب الرومي ، كما ضم مجموعات من النصارى و
اليهود و عبدة الأوثان ، و انصهر الجميع في بوتقة واحدة دون فروق على الإطلاق ، و
لم يحس أي منهم أنه غريب عن هذا الدين ، و بعد فترة اتصل هذا الدين بأجناس متعددة
بينها الأبيض و الأسود و الأصفر ، و كانوا جميعاً في رحابه متساوين سعداء
)
السيد : "
توماس أرنولد "
ألَّف ذلك العلامة
كتاباً أسماه ( الدعوة إلى الإسلام ) ، ساق فيه الأدلة و البراهين على أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما زعم أعداؤه ، ومن هذه
البراهين :
- إسلام بعض
الصليبيين قبل موقعة حطين ، أي قبل انكسار شوكتهم ، بل كانوا في أوج قوتهم ، مما
يدل على أنهم أسلموا راغبين عن طريق الاقتناع الذي هو الطريق إلى العقيدة السليمة
دائماً
- إسلام المغول
في وقت كانوا فيه غالبين للعرب و لغير العرب
- انتشار الإسلام
في الملايو و إندونيسيا و الفليبين دون أن تطأ هذه البلاد قدم جندي عربي واحد ، و
كان ذلك عن طريق التجار و غيرهم ، و ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة
فأي سيف
كان يجبر هؤلاء الصليبيين العتاة ، و المغول الجبابرة على الإسلام ، لولا اقتناعهم
بأنه الدين الصحيح ؟؟؟
حكم الاحتفال بالمولد
النبوي
الاحتفال بمولد النبي صلى
الله عليه وسلم واتخاذ يوم ولادته عيداً هو أمر محدث مبتدع ، وأول من أحدثه هم
الفاطميون ( العبيديون ) كما صرح بذلك جمع من الأئمة .
وقال الشيخ محمد بخيت
المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً ، في كتابه "أحسن الكلام فيما يتعلق
بالسنة والبدعة من الأحكام" : ( مما أحدث وكثر السؤال
عنه المولد ، فنقول : إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون ، وأولهم المعز
لدين الله ، توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة ( 361) إحدى وستين وثلاثمائة
هجرية، فوصل إلى ثغر إسكندرية في شعبان سنة 362 ودخل القاهرة لسبع خَلَوْن من شهر
رمضان في تلك السنة فابتدعوا ستة موالد : المولد النبوي ، ومولد أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب ، ومولد السيدة فاطمة الزهراء ، ومولد الحسن ، ومولد الحسين ، ومولد
الخليفة الحاضر . وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير
الجيوش ... وفي خلافة الآمر بأحكام الله أعاد الموالد الستة المذكورة بعد أن
أبطلها الأفضل وكاد الناس ينسونها )
ومما تقدم نعلم أن الاحتفال
بهذه المناسبة بدعة منكرة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا صحابته ، ولا
من جاء بعدهم من السلف .
وعلى أية حال: فإذا كان
الرسول صلى الله عليه وسلم قد ولد يوم الاثنين فإنه قد توفي صلى الله عليه وسلم
يوم الاثنين ، وما أحسن ما قاله ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل : ( العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور، كما تقدم
لأجل مولده صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم ، وهو صلى الله عليه وسلم فيه
أيضاً انتقل إلى كرامة ربه عز وجل ، وفجعت الأمة وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل
ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير، وانفراد كل
إنسان بنفسه لما أصيب به ...إلخ ) ومن هنا فإننا نقول بعدم جواز الاحتفال
بمناسبة المولد
والله
أعلم.
في ذكرى المولد.. زينات على الأبواب وبيوت من السُّنَّة خراب
|
|
(الشبكة الإسلامية) القاهرة ـ عمرو
شنن |
علماء الأزهر
يجمعون: - إحياء سنته (صلي الله عليه وسلم) أعظم احتفال
.. وتعليق الزينات مظهر تقليدي. - الالتزام بشعيرة واحدة من شعائر الرسول
(عليه الصلاة والسلام) كل عام كفيل بنشر سنته في الآفاق. - بعض مظاهر
الاحتفال الحالية لا تليق بجلال الذكري، وتذكر جهاده الدعوي (عليه الصلاة
والسلام) أهم وأولي.
|