----- Original Message -----
Sent: Tuesday, May 14, 2002 4:54 PM
Subject: مولد الهدى : مختصر السيرة ( 1 )
نسبه صلى
الله عليه و سلم
ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول
الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل .
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه
وبيته ، وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين أهل مكة ؛ لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه
تقدمة للنبي وتعظيما للبلد
الحرام .
وكان سبب
قصة أصحاب
الفيل أن أبرهة بن الصباح الأشرم كان عاملا على اليمن للنجاشي ملك الحبشة فرأى الناس يتجهزون أيام موسم الحج إلى مكة - شرفها الله
- فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي
" إني بنيت لك كنيسة لم يُبْنَ
مثلها ، ولست منتهيا حتى أصرف إليها
حج العرب " فسمع به رجل من بني كنانة فدخل الكنيسة ليلا . فلطخها . فقال أبرهة
: من الذي اجترأ على هذا ؟ قيل
: رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت . فحلف أبرهة ليسيرنَّ إلى الكعبة حتى يهدمها .
وكتب إلى النجاشي يخبره
بذلك فسأله أن يبعث إليه بفيله . وكان له فيل يقال له
"محمود" لم يُرَ مثله عِظَما وجسما وقوة . فبعث به إليه . فخرج أبرهة سائرا إلى مكة .
فسمعت العرب
بذلك فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم .
فخرج إليه رجل من أشراف أهل
اليمن وملوكهم يقال له "ذو نفر" فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة
وجهاده عن بيت الله وما يريده من هدمه وخرابه فأجابوه وقاتلوا أبرهة فهزمهم
أبرهة ؛ لما يريده الله عز وجل من كرامة البيت وتعظيمه و حمايته دون حامٍ
. وأسر "ذو نفر" فاستصحبه معه إلى مكة ، حتى إذا كان بأرض خثعم اعترض له
"نُفَيْل بن حبيب" الخثعمي و قومه فقاتلوه ، فهزمهم أبرهة وأسر "نفيل بن حبيب"
فأراد قتله ثم عفا عنه واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز .
ثم بعث رجلا إلى أهل مكة ، فقال : أبلغ شريفها
أنني لم آتِ لقتال بل جئت لأهدم البيت . فانطلق فقال ذلك لعبد المطلب ( جد رسول الله ) .
فقال عبد المطلب : ما لنا به يدان ، سنخلي بينه وبين ما جاء له . فإن هذا بيت الله
وبيت خليله إبراهيم . فإن يمنعه ( أي يحميه ) فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه
وبين ذلك فوالله ما لنا به من قوة .
قال :
فانطلِق معي إلى الملك .
وكان
"ذو نفر" صديقا لعبد المطلب ، فأتاه فقال : يا ذا نفر ، هل عندك غناء فيما نزل بنا ؟ فقال : سأبعث
إلى "أنيس" سائس الفيل ، فإنه لي صديق ، فأسأله أن يعظم خطرك (أي
مكانتك ) عند الملك .
فأرسلَ
إليه ، فقال أنيس لأبرهة : إن هذا
سيد قريش
يستأذن عليك . وقد جاء
غير ناصب لك ولا مخالف لأمرك ، وأنا أحب أن تأذن له .
وكان
عبد المطلب
رجلا جسيما وسيما . فلما رآه أبرهة أعظمه وأكرمه .
وكره أن يجلس أمامه على سريره (كرسي المُلك
) وأن هو يجلس تحته . فهبط إلى البساط فدعاه فأجلسه معه .
فطلب منه عبد المطلب أن يرد عليه مائتي البعير التي أصابها من ماله ( و كان جيش أبرهة قد أغار
على بعض بعير القوم )
فقال أبرهة لترجمانه : قل له إنك كنت
أعجبتني حين رأيتك ، ولقد زهدت فيك .
قال : لم ؟
قال : جئتُ إلى بيتٍ - هو دينك ودين آبائك ،
وشرفكم وعصمتكم - لأهدمه ، فلم تكلمني فيه وتكلمني في مائتي بعير ؟
قال : أنا رب الإبل ، والبيت له رب يمنعه منك .
فقال : ما كان ليمنعه مني .
قال : فأنت وذاك .
فأمر له بإبله
فرُدت عليه . ثم خرج عبد المطلب وأخبر قريشا
الخبر
. وأمرهم أن يتفرقوا في
الشعاب ويتحرزوا في رءوس الجبال خوفا عليهم من معرة الجيش ، ففعلوا .
وأتى عبد المطلب
البيت ، فأخذ
بحلقة الباب وجعل يقول :
ثم توجه للتفرق في الشعاب و
رءوس الجبال مع قومه .
كيف فعل ربك بأصحابِ
الفيل
" للبيتِ ربٌّ يحميه
"
وأصبح أبرهة بالمغمس ( مكان قريب من مكة ) قد تهيأ
للدخول ، وعبأ جيشه وهيأ فيه . فأقبل "نفيل
بن حبيب" إلى الفيل فأخذ بأذنه . فقال
: ابرك محمود ، فإنك في بلد الله الحرام . فبرك
الفيل ، فبعثوه فأبى ، فوجهوه إلى اليمن فقام يهرول ، و وجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، و وجهوه إلى المشرق ففعل ذلك ،
فصرفوه إلى الحرم فبرك . وخرج نفيل يشتد حتى صعد الجبل .
فأرسل الله طيرا من
قِبَلِ البحر ، مع كل طائر ثلاثة أحجار : حجرين في رجليه وحجرا
في منقاره . فلما غشيت القوم( أي غطتهم ) أرسلت
الحجارة عليهم ، فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك . وليس كل القوم أصابتهم ، فخرج البقية هاربين يسألون عن "نفيل" ليدلهم على
الطريق إلى اليمن ، فماج بعضهم في بعض ، يتساقطون بكل طريق ويهلكون على
كل منهل .
وبعث الله على أبرهة داءً في جسده ، فجعلت تتساقط أنامله حتى
انتهى إلى صنعاء وهو مثل الفرخ ، وما مات حتى انشق صدره عن قلبه ثم هلك .
ألم ترَ كيف فعل ربُّك بأصحابِ الفيل * ألم يجعل كيدهم في
تضليل * و أرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارةٍ من سجيل * فجعلهم كعصفٍ
مأكول