هي
النون الخالية من الحركة (أي ليست مضمومة و لا مفتوحة و لا مكسورة) ، و سكونها ثابت
في الوصل و الوقف (إذ أ السكون يكون عارضاً غير أصلي إذا كان في الوقف فقط دون
الوصل ؛ حيث عند الوقف على أي حرف فإنه يُسكَّن أياً كانت حركته الأصلية) . و النون
الساكنة تكون ثابتة في النطق و في الكتابة ، في وسط الكلمة أو في آخرها
.
التنوين
هو عبارة عن نون ساكنة تلحق آخر الاسم (و ليس الفعل أو
الحرف) لفظاً لا خطاً (أي نطقاً لا كتابةً) ، وصلاً لا وقفاً (أي عند الوقف
عليها فإنها لا تنطق) . مثال : عزيزٌ تنطق عزيزُنْ ، و
عند الوقف تنطق عزيزْ (بالسكون).
فعند
الوقف على التنوين هناك حالتين :
* التنوين بالضم أو الكسر يكون الوقوف عليه بالتسكين (أي حذف
التنوين) ، مثل محمدُ أو محمدٍ عند الوقف تكون محمدْ
(بسكون الدال) .
*التنوين بالفتح فعند الوقف عليه يبدل التنوين ألفاً ، مثل محمداً عند الوقف تنطق محمدا .
للنون
الساكنة و التنوين أربعة أحكام :
الإظهار
ـ الإدغام ـ الإقلاب ـ الإخفاء
1-
الإظهار
معنى
الإظهار في اللغة : البيان أو الإيضاح ، و معناه اصطلاحاً في علم التجويد : إخراج
كل حرف من مخرجه بغير غنة .
تنطق
كل من النون الساكنة و نون التنوين من مخرجها الطبيعي (أي إظهارها) دون غنة إذا أتى
بعدها أحد حروف الحلق الستة : ء ـ هـ ـ ع ـ ح ـ غ ـ خ ، و تسمى حروف الحلق لأنها
تخرج من الحلق عند النطق بها ؛ و لذلك يسمى الإظهار هنا إظهاراً حلقياً
.
مثال :
ينْأون (نون ساكنة بعدها همز) ـ سميعٌ عليم (تنوين بعده حرف ع)
...
قال تعالى : { و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلاً ما
تشكرون } [السجدة : 9]
و قال تعالى
: { فما أغنى عنهم سمعهم و لا أبصارهم و لا أفئدتهم من شئ } [الأحقاف :
26]
هناك حقيقة أكد عليها علماء
التفسير و هي أن يُذكر السمع مقدماً على البصر في آيات كثيرة من القرآن الكريم ،
مما دفعهم إلى إيجاد تعليلات لهذا التقديم
إلا أن العلم الحديث قد فصل
في هذه القضية .. فالمخ يتكون من فصوص منها الفص الأمامي و الفص الجبهي و الفص
الصدغي و الفص الخلفي .. و أن هذه الفصوص تحتوي على مراكز الحس المختلفة و مراكز
الحركات و غيرها
و بدراسة مراكز السمع و البصر
وجد أن مركز السمع يقع في الفص الصدغي للمخ و هو المقابل للأذن ، و أن مركز البصر
يقع في الفص الخلفي من المخ ، قتقديم السمع على البصر يوافق الترتيب
التشريحي لمراكز المخ
هذا من ناحية .. و من ناحية
أخرى هناك حقيقة علمية أثبتها علم الأجنة ، و هي أن جهاز السمع يتطور جنينياً قبل
جهاز البصر و يتكامل و ينضج حتى يصل حجمه في الشهر الخامس من حياة الجنين إلى الحجم
الطبيعي له عند البالغين .. في حين لا يتكامل نضج العينين إلا بعد
ولادته
و يبدأ الجنين في سماع الأصوات و هو في رحم أمه ، و بالتحديد في
الشهر الخامس من حياته الجنينية ، و لكن لا يبصر النور إلا بعد ولادته ؛ حيث تتطور
و تنضج كل المناطق و الطرق العصبية السمعية قبل تطور و نضج مثيلاتها البصرية بفترة
طويلة نسبياً ..