تدغم
النون الساكنة و التنوين بدون النطق بالغنة في حرفي : ل ـ ر (و هما الحرفان
المتبقيان من حروف كلمة يرملون بعد حذف حروف الإدغام بغنة) .
أمثلة
للإدغام بدون غنة :
* (غفورٌ رحيم) تنطق (غفورُرَّحيم) ـــــ أدغِمَت نون التنوين في الراء و نطق بهما راءً مشددة
.
* (مِن ربهم)
تنطق (مِرَّبهم) ـــــ
أدغِمت النون الساكنة في الراء و نطق بهما راءً مشددة
.
* (و علمناه من لدنا علما) تنطق (ملَّدنا) ـــــ أدغِمَت النون الساكنة في اللام و نطق بهما لاماً مشددة
.
ملاحظة
الإدغام لا يكون إلا في كلمتين تكون النون الساكنة أو التنوين في نهاية
الكلمة الأولى و الحرف المدغم فيه في أول الكلمة الثانية . أما إذا جاءت النون و
حرف الإدغام في كلمة واحدة وجب إظهار النون و يسمى حينئذ إظهاراً مُطلقاً
.
و الإظهار المطلق في القرآن كله في أربع كلمات : دنْيا ـ صِنْوان ـ قِنْوان ـ بنْيان .
قال
تعالى : { و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يُتِم الرضاعة }
[البقرة:233]
و
قال تعالى : { و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن و فصاله في عامين }
[لقمان:14]
ما حكمة
تحديد مدة الرضاعة الطبيعية بعامين ؟
تشير المراجع الحديثة
إلى أن الإنزيمات و الغشاء المبطن للجهاز الهضمي و حركية هذا الجهاز و عملية الهضم
و الامتصاص لا يكتمل عملها بصورة طبيعية في الأشهر الأولى بعد الولادة ، و تكتمل
تدريجياً حتى نهاية العام الثاني
و نتيجةً لعدم اكتمال
نمو الغشاء المبطن للجهاز الهضمي فإذا رضع الطفل قبل العامين رضاعة صناعية بلبن
الأبقار فإن بروتين لبن الأبقار يمر بحالته الطبيعية من خلال ممرات موجودة بهذا
الغشاء ؛ حيث إن إنزيمات الجهاز الهضمي في هذا السن لا تستطيع تكسير البروتين إلى
أحماض أمينية ، و لذلك يدخل بروتين لبن الأبقار كبروتين مركب ، مما يحفز على تكوين
أجسام مناعية داخل جسم الطفل
و بناءً على هذه
الحقائق برزت في السنوات الأخيرة نظرية مفادها أن بروتين لبن الأبقار يمكن أن يُحدث
تفاعلاً مناعياً يؤدي إلى تحطيم الخلايا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين ، مما
يؤدي إلى إصابة الأطفال بداء السكري بغض النظر عن الاستعداد
الوراثي
هذا بالنسبة للأطفال
الذين يتناولون لبن الأبقار قبل تمام العامين ، أما الذين يتناولونه بعد عامين من
العمر فلم يتضح فيهم وجود هذه الأجسام المناعية .. مما يُظهر جلياً حكمة تحديد
القرآن الكريم للرضاعة الطبيعية بعامين كاملين